القدرية

القدرية من فعل ماضى قدر-قدرة بمعنى قدير أو قوي[1] واصطلاحا فرقة او مذهب تعتقد ان افعال العباد لا يؤثر بقدر الله[2] مذهب قدرية راءو ان كل الإنسان خالق  لجيع افعاله،اهل القدرية يستطيعون ان يجتنب ما يشاءون ،في هذه المسئلة قال هرون نسوطيون الحقيقة من تعريفه القدرية ان الإنسان له القدرة او القوة في إيجاد جميع الأعمال حيث شاء و ليس من تعريف ان الإنسان مجبور على قدرة الله تعالى كما قاله الجباريون[3]

وقال هارون ناسوتيون ان القدر يطلق على معنيين: الأول من يقول أن العبد قادر مريد لأفعاله خيرها وشرها فلفظ القدر في ذلك الكلام بمعنى الطاقة.كما قال الله تعالى”ومتّعوهنّ على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين”(البقرة 236). وكذلك أن لفظ القدر في تلك الآية بمعنى الطاقة و الإستطاعة، والثانى ممن يرى بأنّ الله لكل شيئ في الأزل خيره وشره،حياته وموته فكان القدر في هذا اللفظ بمعنى التقرير كما قال الله تعالى”قد جعل الله لكل شيئ قدرا”(الطلاق:3) وقد سبق بحثه في تعريف القضاء والقدر مؤسسها ورؤوسها[4]

القدرية قد جعلوا لفظ القدرية مشتركا وقالوا: لفظ القدرية يطلق على من يقول بالقدر خيره وشره من الله تعالى إحترازا من وصمة اللقب إذ كان من الذم به متفقا عليه لقول النبي عليه السلام :”القدرية مجوس هذه الأمة”واحتجوا بما قاله الله تعالى : (قُل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)[5] وقوله تعالى: (إن الله لا يغر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)[6] وقوله (ومن يكسب غثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما)[7]. فعند ما رأينا تلك الأيات، فنفهم أن هذا الفهم نشأ من داخل الإسلام نفسه وليس من خارج الإسلام.[8]

وكانت الصفاتية تعارضهم :بالإتفاق على أن الجبرية والقدرية متقابلتان تقابل التضاد فكيف يطلق لفظ الضد على الضد وقد قال النبي ص.م “القدرية :خصماء الله في القدر” والخصومة في القدر وانقسام الخير والشر على ما فعل الله وفعل العبد لن يتصور على مذهب من يقول بالتسليم والتوكل وإحالة الأحوال كلها على القدر المحتو والحكم المحكوم. والذي يعم طائفة المعتزلة من الإعتقاد :القول بأن الله تعالى قديم والقدم أخص وصف ذاته ونفا الصفات القديمة أصلا فقالوا: هو عالم بذاته قادر بذاته حي بذاته لا بعلم وقدرة وحياة هي صفة قديمة ومعان قائمة به لأنه لو شاركته الصفات في القديم الذي هو أخص الوصف لشراكته في الإلهية.[9]

تاريخ نشأة القدرية

في الحقيقة ، ان هذه الفرقة تنشأ من المعتزلة. لأن مؤسسيها من المعتزليّين .

وقد مضى البحث بأنهم يرون أن الإنسان له قدرة وقوة في ايجاد الأفعال ونفيه . فكلّ افعال الإنسان من عند نفسه ، وليس من عند الله تعالى . والله لا يتداخل في افعاله الإنسان ، ولا يعلم بما سيفعله النّاس في المستقبل ، ولكنه يعلم بما قد فعله الإنسان بعد وجود هذا الفعل . فبهذا الأمر ، يثاب الإنسان لما فعله من خير ، و يعاقب بما فعله من شر .[10]

وأشار الرسول صلى الله عليه وسلم عن نشأة هذه الفرقة  فيما روي عن حذيفة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل امة مجوس و مجوس هذه الامة الذين يقولون لا قدر ، من مات منهم فلا تشهدوا جنازته ، ومن مرض منهم فلا تعودوهم وهم شَيعة الدّجّال وحقّ على الله أن يُلحقهم بالدّجّال .رواه أبو داود، سنن أبى داود . ج. ٤ ، ص.٢٢٢. [11]

قال النووى في شرح المسلم اسباب تسمية القدرية بالمجوس : لأنهم قالوا وجود الخالقين (في ايجاد شيء) وهما الله والإنسان. فالله يوجِدُ شيئا حسنا والناس يُوجِدُ شيئا شرّا. [12]

قيل أن اول من يري بهذا الفهم مَعْبَدْ الجَوْهَانى وغيلان الدمشقى. وهما من التابعي . وقد حكم القتل لأنهما قد نشرا هذا الفهم الخطئ. [13]

وقيل ان اول من قال بهذا الفهم رجل نصراني من العراق كما قاله ابن نَبطة في شرح العيون . هذا الرجل النصرانيّ يُسْلِمُ ثمّ ارْتَدّ وعاد الى دينه . فمن هذا الرجل ، تعلّم مَعْبَدْ وغيلان المفاهم والأفكار القدرية . [14]

وقيل ان هذه الفرقة تنشأ من الدمشق، لكثرة العمال النصرانيين في قصر الخليفة ، وهم يؤثرون هذا الفهم.[15]

 

مؤسس القدرية

مؤسس فرقة القدرية هو غيلان الدمشقي هو خاطب مشهور من دمسقي و ابو قاضي في زمان خالفة عثمان بن عفّان يعيش في عهد خليفة هشام بن عبد المالك [16] ومعبد الجوهاني كما قاله احمد امين من تلميد حسن البصري مرشد اهل سنة يعذى اهل سنة والجماعة ولكن نثر مذهب القدرية .

قال أحمد أمين : أن أحدا من أهل المذاهب قال أن أول من نجم بالقدرية وهو معبد الجوهنى وغيلان الدمشقي. ومعبد الجوهنى من التابعين الأمين وهو تلميذ حسن البصري. وأما غيلان الدمشقي هو الدعى من دمسكوس. [17]

وبجانب ذلك وجد و(W.Montgomery Watt)  مونجومرى وات بلغة جرمان نشرتهافي رسالة أخري بكتابة  (Hellmut Ritter)حلموت رطامجلة دار الاسلام في العلم ۱۹٣٣. وهذه المقالة تشرح ان فهم القدرية مكتوب فى كتاب الرسالة فكتبه الحسن البصري ليرسله الى خليفة عبد المالك في العام ۱٧٠٠ م. والحسن البصرى ولد في مدينة المنورة وذهب إلى بصرة فى سنة ٦٥٧ ونهاية عمره. هل هو من القدرية ام لا؟؟؟؟؟؟ ها هو الذي ما زال فى المجادلة. لكن الظاهر أنه يؤمن بأن للإنسان حرية في الإختيار بين الشر والخير ويعتعد أن أحدا حرية في إختار الشر والخير كما في كتاب الرسالة.  

  عاش معبد الجوهنى وغيلان الدمشقى بعد الحسن وعند (Watt)وات

البصرى وهما تابعي القدرية. ثم لو نعلق بشرح الذهبى في الميزان الإعتدال وكتبه أحمد أمين, قيل أن معبد الجوهنى تعلم إلى الحسن البصرى, فمن الممكنات فيه أن الحسن البصرى هو أول من أسس فهم القدرية. إذن ما قال إبن نبتة في كتاب شرح العيون أن فهم القدرية حملها نصرانى من الإراق الذي يدخل دين الإسلام ثم يرتد هو من الذي لا يوافق بمذهب القدرية ليغضبها الناس.

(IgnazGoldziher) ونقله إقناس كولظهار Kremer )) وكذلك عند كرمار

أن بين الكنيسة المشرقية توقع فيها المناقشة عن غرض القدرية الذي ادخل الأفكار بين اهل مذاهبها.

       فالإن نرى مرة ثانية برأي أحمد أمين الذي يرى عن عصوبة تثبيت أول من نجم بفهم القدرية. واتفقوا القارؤون بهذا الحال لأن تابع القدرية كثير جدا, بعضهم فى الإراق وبعضهم فى دمسكوس.[18]

مفاهم القدرية

  قال نقمان عباس عن مصطفى الغربي ان التعليم الأساسي من الغيلان الدمشقي ومعبد الجوهانى هو حرية الإختيار.فقال القدريّون أن حرية المحالولة لا يمكن وجودها مع عدم حرية الإرادة .

      وقال ان الإنسان هو الفاعل من افعاله،خيرا وشرا،ايمانا وكفرا،طاعة وعصيانا. كلها مستحقّ للثواب والعقاب جزاء من الله تعالى،وقد اعطاه الله تعالى القدرة والقوّة لايجاد تلك الأشياء.فقالوا:كيف امر الله تعالى امر الله تعالى وكلّفه لطاعة امره وهو لايستطيع ان يعمل ولا يشعر ان له الإقتداروالفعل؟فهذا محال،وانكار هذا المحال من الضرورة.

      وقالوا ان للإنسان اسطاعة وقدرة لفعل الخير والشرّ،لأن الله قد خلقه بهذا القدر .والإنسان قادر على تحمل التكليف من الله تعالى،لأنه قد قدّر قدرا الإنسان،فهو مستطيع لتحمل جميع تكليف الله فحرية الإختيار في عند نفسه.

     وقالوا بأن الأيمان يكفى بالمعرفة،وخير العمل ليس من ضِمن الإيمان فهذا الأمر مثل ماقاله المرجعة.

     وقالوا ان القرآن  مخلوق وحادث.فالذي يقول بأن القرآن هو القديم،فهو مشرك،لأن اعتراف بتعدد القدماء .

     وينفى غيلان الصفات الثبوتية من الله تعالى.وسبب نفيه كمثل ماقله المعتزليون،وهو لتخليص توحيد الله عزّوجلّ،واجتناب النفس عن اشركه.[19]

واتفقوا على أن كلامه حديث مخلوق في محل وهو حرف وصوت كتب أمثاله في المصاحف حكايات عنه فإن ما وجد في المحل عرض قد فنى في الحال.

واتفقو على أن الإرادة والسمع والبصر :ليست معاني قائمة بذاته لكن اختلفوا في وجوه وجودها  ومحامل معانيها كما سيأتي.

واتفقوا على نفي رؤية الله تعالى بالأبصار في دار القرار ونفي التشبثه عنه من كل وجه:ومكان وصورة وجسما وتحيزا وانتقالا وزوالا وتغيرا وتأثرا وأوجبوا تأويل الآيات المتشابهة فيه .

وسموا هذالنمط :توحيدا .

واتفقوا على أن العبد قادر خالق لأفعاله خيرها وشرها مستحق على ما يفعله ثوابا وعقابا في الدار الآخرة .

والرب تعالى منزه أن يضاف اليه شر وظلم وفعل هو كفر ومعصية لأنه لو خلق الظلم كان ظالما كما لو خلق العدل كان عادلا.

واتفقوا على أنه الله تعالى لايفعل إلا الصلح والخير ويجب من حيث الحكمة رعاية مصالح العباد.

وأما الأصلح واللطف ففي وجوبه خلاف عندهم .

وسموا هذالنمط:عدلا.

واتفقوا على أن المؤمن إذا خرج من الدنيا على طاعة وتوبة :استحق الثواب والعوض والتفضل معني آخر وراء  الثواب.

وإذا خرج من غير توبة عن كبيرة ارتكبها :استحق الخلود في النار لكن يكن عقابه أخف من عقاب الكفار .

وسموا هذالنمط :وعدا ووعيدا

واتفقوا على ان أصول المعرفة وشكر النعمة :واجبة قبل ورود السمع و الحسن و القبح يجب معرفتهما بالعقل و اعتناق الحسن و اجتناب القبيح واجب كذلك.

وورود التكاليف ألطاف للباري تعلى أرسلها  إلى العباد بتوسط الأنبياء عليهم السلام : امتحانًا و اختبارًا ” ليهلك من هلك عن بينة و يحيا من خي بينة “

واصل الكلام : أن الإسان له قوة في إرادته يعنى حر ان يعمل ما يشاء و ليس من قدرةالله عند الإختيار.

وهؤلاء “القدرية” أثبتوا: أن الله خالق للعباد لأعيانهم وأوصافهم، ولم يثبتوا أنه خالق لأفعالهم.

فأخرجوا أفعال العباد عن قدر الله، ولم يهتدوا إلى ما اهتدى إليه أهل السنة، من أن الله كما أنه الذي خلقهم، خلق ما به يفعلون من قدرتهم وإرادتهم، ثم فعلوا الأفعال المتنوعة من طاعة، ومعصية بقدرتهم وإرادتهم اللتين خلقهما الله باتفاق المسلمين.

حتى هؤلاء “القدرية” يثبتون: أن قدرة العباد وإرادتهم مخلوقة له.

وحيث وقعت أفعال العباد بقدرتهم وإرادتهم اللتين خلقهما الله في العبد ليتمكن بهما من كل ما يريده من أقوال وأفعاله.

وخالق السبب التام خالق السبب.

فالعبد المؤمن: هو الذي يصلي، ويصوم، ويتصدق، ويحج، ويعمل أعمال البر، بما مكنه الله، وأعطاه من قدرة وإرادة يتمكن بهما من أفعال الخير.

والعبد الكافر أو الفاجر: هو الذي يشرك، ويقتل، ويزني، ويسرق ويعمل أجناس المعاصي، بما مكنه الله به وأعطاه من قدرة وإرادة يفعل بهما تلك الأفعال.

والقدرة والإرادة اللتان أعطاهما الله للعبد خير ونعمة، وفضل من الله، لكن العبد العاصي هو الذي وجه قواه وأفعاله إلى أعمال الشر.

فلم يكن له على الله حجة، بل لله عليه الحجة البالغة، نهج الله له طريق الخير فأباه، وسلك بنفسه طريق الشر وارتضاه، فلا يلومن من بعد ذلك إلا نفسه. فمن احتج مع ذلك على ربه وقال: إنه قدر علي المعاصي فلا لوم علي؟[20]

فأول مسألة نجمت بالمذاهب التى هو تثبيت الكافر والمسلم اي من يكفر ومن يسلم.كما رأي الخوارج ان الذين اشتركوا في التحكيم(على و معاوية وعمرو ابن عاص وابو موسى الأشعارى)كافرون باستدلالهم “ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون”(المائدة :44)

وهذه المسألة نجمت بالمذاهب الإسلامية وهي:

1. مذهب الخوارج:أن اهل الذنوب كافر بالمعنى انه خارج من الإسلام او أنه مرتد يجب قتله.

2. مذهب المرجعة:أن اهل الذنوب مؤمن ليس هو كافر،والله يجزى له غفره ام عقبه.

3. مذهب المعاوية:أن اهل الذنوب ليس كافرا وليس مؤمنا وانما هو بين المنزلتين.

حدث في زمان المتأخّرين من الصّحابة خلاف القدرية في القدر والاستطاعة من معبد الجهنى وغيلان الدمشقي والجعد بن درهم وتبرأ منهم متأخرون من الصحابة كعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأبي هريرة وابن عباس وأنس بن مالك وعبد الله ابن ابى اوفى وعقبة بن عامر الجهني وأقرانهم واوصوا اخلافهم بأن لايسلموا على القدرية ولا يصلوا على جنائز هم ولا يعودوا مرضاهم. [21]

الفرق بين القدرية ومذاهب الأخرى

 الفرق بين القدرية ومذاهب الأخرى في المشكلات ومنها :

 • حكم مرتكب الكبيرة

1. مذهب القدرية

 مذهب القدرية يرى مرتكب الكبيرة ان يخرج من الدنيا على توبة استحقّ الثواب والعوض والتفضل معنى اخر وراء الثوب . ويخرج من غير توبة عن كبيرة ارتكبها ، استحق الخلود في النار لكن يكن عقابه أخف من عقاب الكفار . 

٢. مذهب أهل السنة

مذهب أهل السنة يرى أن مرتكب الكبيرة مؤمن وليس كافرا ، وانه إن تاب عنها تاب الله عنه . وإن كان مات بدون توبة ، فأمره الله تعالى إن شاء عذبه ، وإن شاء عفا عنه تفضلا منه رغم استحقاقة لعقوبة الذنب الذي فعله .

 يقول الإمام البخارى ” المعاصى من أمر الجاهلية ، ولا يكفر صاحبها بار تكابها إلاّ بالشرك . [22]

يقول الفخر الرلزى ” صاحب الكبيرة عندنا مؤمن مطيع بإيمانه عاص بفسقه ” .[23]

٣. مذهب المرجئة

 مذهب المرجئة  يرى أن مرتكب الكبيرة مؤمن ، وانه بدخل الجنة منها فعل من المعاصى .

 يقول ابن حزم ” اختلف الناس في تسمية المذنب من اهل ملتنا . فقالت المرجئة : هو مؤمن كامل الإيمان : وإن لم يعمل خيرا قط ، ولا كفّ عن شر قط .  يذكر الفخر الرازى عن المرجئة قولهم ” لا يضرّ مع الإيمان معصية ما ، وأن الله لا بعذب الفاسقين من هذه الأمة “.

٤. مذهب الخوارج

 مذهب الخوارج  يرى معظم فرق الخوارج أن مر تكب الكبيرة كافر ، وأنه في الاخرة خالد مخلد في النار .

قال الرازى ” سائر فرقهم متفقون على أن العبد يصير كافرا بالذنب ، وهم يكفرون عثمان وعليا .[24]

قال الأشعارى عن الخوارج ” اجمعوا على أن كل كبيرة كفر إلا   (البخدات ) فإنها لاتقول ذلك .[25]

٥. مذهب المعتزلة

مذهب المهتزلة يرى بخلوده في النار وعدم جواز العفو عنه ، إن كان عقابه يكون أخف من عقاب الكافر الأصلى . اما عن حكمه في الدنيا يسمونه فاسقا ، او بين المنزلتين اي بين الإيمان والكفر .

يقول القاضى عبد الجبار المعتزلى ” صاحب الكبيرة له اسم بين الإسمين ، وحكم بين الحكمين . لايكون اسمه اسم الكافر ، ولا اسمه اسم المؤمن , وانما يسمى فاسقا ، كذلك فلا يكون حكمه حكم الكافر ، ولا حكم المؤمن ، بل يفرد له ثالث ، وهذا الحكم الذي ذكرناه هو سبب تلقيب المسألة بالمنزلة بين المنزلتين وليست منزلته منزلة المافر ، ولا منزلة المؤمن بل له منزلته بينهما ” .[26]

6. مذهب الحسن البصرى

مذهب الجسن البصرى يرى أن مرتكب الكبيرة منافق .

• أدلة مرتكب الكبيرة

١. أدلة القدرية

استدل القدرية على ان مرتكب الكبيرة إذا خرج من الدنيا غيرتوبة استحقّ الخلود في النار لكن يكن عقابه اخف من عقاب الكفار بالايات القرانية ومنها : ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) .

٢. أدلة أهل السنة بنوعين :

  • نوع لإثبات أن مرتكب الكبيرة مؤمن ، قال الله تعالى ( يا أيها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر ، والعبد بالعبد ، والأنثى بالأنثى ، فمن عفى له من أخيه شئ فاتباع بالمعرف ، وأداء إليه بإحسان ) . فقد جعل القاتل من المؤمن وجعله أخا لولى القصاص ، والمقصود بالأخوة أخوة الدين بلا شك .
  • نوع لإثبات أن أمره في الاخرة مفرض إلى ربه : إن شاء عذبه ، وإن شاء عفا عنه . عقاب مرتكب الكبيرة حق الله تعالى ، فله فعله وله تركه ، واتفق العقلا على حسن العفو والصفح عن المذنب ، ومدح من لا يتم ما يتوعد به .

٣. أدلة المرجئة

 قال الله تعالى ( فأنذرتكم نارا تلظى ، لا يصلاها إلا الأشقى ، الذي كذب وتولى ) فقد أخبر الله بأن النار لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى فصح أن من لم يكذب ، ولا تولى لا يصلاها وإن عمل السيئات ، وارتكب الكبائر، لأنه مصدق ومتعرف بالإيمان .[27]

٤. أدلة الخوارج

 استدل الخوارج على أن مرتكب الكبيرة كافرا بالايات القرانية التي يوهم ظاهرها كفر العصاة ، ومن هذه الايات : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله ، فأولئك هم الكافرون ) .

استدل بالأحاديث النبوية التي يوهم ظاهرها كفر مر تكب الكبيرة ، ومن هذه الأحاديث : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) .[28]

استدل الخوارج على أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار بايات قرانية وأحاديث نبوية منها : ( بلى من كسب سيئة ، وأحاطت به خطيئته ، فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) . 

 

٥. أدلة المعتزلة

 مرتكب الكبيرة ليس مؤمنا ، لأن الطعات جزء من الإيمان ، وقد أخل بها ، وليس كافرا ، لأن الصحابة ومن بعدهم من السلف كانوا شرب الخمر ، وقذف المحصنات ، ولا يقتلونه ، ولا يحكمون بردته ، مع إجماعهم على أن الكافر لا يعمل كذلك ، فهو إذن في منزلة بين المنزلتين .[29]

 مرتكب الكبيرة فسقه معلوم باتفاق الأمة الإسلامية ، وإيمانه مختلف فيه بين المذاهب ، فلنترك المختلف فيه ، ولنأخذ المتفق عليه.[30]

٦. أدلة الحسن البصرى

( اية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان ) .  [31]هذا الحديث يدل على نفاق من فعل هذه الكبائر.

 قال الله تعالى ( إن المنافقين هم الفاسقون ) . هذا دليل على الفاسق وهو مرتكب الكبيرة منافق .

إقدام مرتكب الكبيرة على المعصية المؤدية إلى العذاب يدل على أنه كاذب في دعوى تصديقه بما جاء به النّبي ، كمن ادعى أن في هذا الجحر حية ، ثم يدخل فيه يده ، فهو دليل على كذب ما ادعاه .

• في حقيقة الإيمان

الرأي الأول : بأن الأيمان يكفى بالمعرفة،وخير العمل ليس من ضِمن الإيمان فهذا الأمر مثل ماقاله المرجعة.

الرأي الثاني : انه فعل القلب ولكن أي فعل من افعال القلب .

قال الأشعرية ، انه التصديق النّبي في كل ما جاء به من ربه مما اشتهر كونه من الدين ، وجوب الصلاة ، حرمة الزنا ، ويجب التصديق إجمالا وتفصيلا  فيما علم تفصيلا . هم يرون ان الاعمال الصالحة ليست ركنا في الإيمان ، بل شرط كمال ، لا يفقدا الإيمان بفقدها .

الرأي الثالث : ان الإيمان فعل القلب ، والسان ، والجوارح ، فهو تصديق بالجنان ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان .

 واصحاب هذا الرأى اختلفوا في تارك العمل باشرع : هل هو خارج عن الإيمان داخل في الكفر ؟ الى هذا مذهب الخوارج .[32]

او خارج عن الإيمان غير داخل في الكفر . وهو القول بالمنزلة بين المنزلتين ؟ وهذا مذهب المعتزلة .[33]

او انه غير خارج عن الإيمان ، ويقطع بدخوله الجنة ، وعدم خلوده في النار ؟ وهو مذهب اكثر السلف ، وجميع أئمة الحديث ، وكثير من المتكلمين ، والشافعى والأوزاعى وأحمد بن حنبل ، وسفيان الثورى بن عيينة . [34]

الرأى الرابع : أن الإيمان فعل اللسان فقط ، أى الإقرار بالشهدتين            والمنطق بهما ، وهو مذهب الكرمية ، فهم ويزعمون أن الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان دون القلب ، وأنكروا أن تكون معرفة القلب ، أو شئ غير التصديق باللسان إيمانا .[35]

 

 

 

 

 

 

 

الخلاصة

فرقة متنوعة ومنها قدرية ، وهي تعتقد انّ الإنسان فاعل من خيره وشره ، ايمانا وكافرا ، طاعة وعصيانا اي انّ الإنسان يملك القدرية او القوّة لتغير جميع الأعمال بما يشاء وليس من تعريف انّ الإنسان لايكره ان يحضع او السمع والطاعة لقدرة الله تعالى شره وخيره .

في الحقيقة انّ هذه الفرقة تنشأ من المعتزلة لان مؤسسها من المعتزلتين . ومؤسس فرقة القدرية هو غيلان الدوسقي هو خاطب مشهور من دمشقي وابو قاضي في زمان خالفة عثمان بن عفان يعيش في عهد خليفة هشام بن عبد المالك .

مفاهم القدرية منها :

  • انّ الإيمان يكفى بالمعرفة ، وخير العمل ليس من ضمن الإيمان. 
  • انّ القران مخلوق وحادث ، فمن يقول بأن القران القديم فهو مشترك .
  • انّ نّفي رؤية الله تعالى بالأبصار في دار القرار ونّفي التّشبيه عنه من كل وجه .
  • انّ اصول المعرفة وشكر النعمة ، واجبة قبل ورود السمع والحسن والقبح يجب معرفتها بالعقل وإعتناق الحسن واجتناب القبيح واجب كذلك .

تأخذ القدرية ايات القرانية ومنها :

– إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم .

– ومن يكسب إثما فإنّما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما .

– وقل الحقّ من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .

قال النّبي هذه الفرقة ” انّ القدرية مجوس هذه الأمّة ” ، لأنّها تقول ان يكونا خالقان الله والناس . هذا الدليل يسوى بالمجوس الذي يعتقد ان يكونا خالقان ربّ النّور ( الخير ) وربّ الظلم ( الشرّ ) .

 

 

 

 

• دكتور مخى االدين الصافى دكتور محمد ربيع محمد جوهرى،محاضرات في التوحيد ( حقوق الطبع محفوظة،١۹۹٤ ) .

• Imam Baehaqi, Kontroversi Aswaja ( Yogyakarta: LkiS Yogyakarta,2000 ) .

• Prof.KH.M. Taib Thahir Abdul Mu’in, Ilmu Kalam (Jakarta: Widjaya Jakarta,1981).

 


 لويس معلوف اليسونى ،المنجيد،الخطولية،بيرود 1945،ص.436[1]

 الييلسوء، ص.31[2]

 نسوتييون،تييولجي اسلام،ص.31[3]

[4]Harun Nasution, Teologi Islam aliran-aliran sejarah analisa perbandingan (Jakarta: UI Press, 1986) hal: 31

[5] الكهف، 29

[6] الرعد: 11

[7] النساء: 111

[8]Tim karya Ilmiah santri Lirboyo 2008, Aliran-aliran Teologi Islam,(Kediri: Purna Siswa Aliyah 2008)Hlm. 146 -147

 أبي الفتح محمد عبد الكريم بن ابي بكر الشهرتني،الملل والنحل(دار الفكر:بيروت-لبنان)ص.34[9]

K.H. Siradjuddin Abbas,I’tiqad Ahlussunnah Wal-Jama’ah, (Jakarta :PustakaTarbiyah). Hlm.227 [10]

K.H. Siradjuddin Abbas…. Hlm.228 [11]

Harun Nasution , Aliran-Aliran Teologi Islam. (Lirboyo : Tim Karya Ilmiah 2008) Hlm.147 [12]

K.H. Siradjuddin Abbas…. Hlm.228-229 [13]

ابو زهرة،بدون السنة : تاريخ المذاهب الاسلامية، ( سنغافورا-جدة : الحرمين)، ص،١٠٧-١٠٦[14]

Ahmad Amin, Fajr al-islam,( Beirut: Darul Kutub Ilmiah 2004) Hlm.271, dalam bukuTeologi Islam Lirboyo Hlm.148 [15]

 احمد امين،2004 ،فجر الإسلام(بيروت:دار الكتب العلمية)، ص.285[16]

Dr. Abdul Rozak Dkk, Ilmu Kalam (Bandung:Pustaka Setia) hlm.71[17]

. Dr. Abdul Razak Dkk, Ilmu Kalam…..hlm. 71[18]

 Tim karya ilmiyah santri Lirboyo 2008, Aliran-Aliran Teologi Islam …….. 148 – 149 [19]

 الشيخ الإسلام ابن تيمية،كلام نفيس في مسألة الإحتجاج بالقدر فليراجع مجموع الفتافي(303-371/8)[20]

 عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي أبو منصور،1977، الفرق بين الفرق. (بيروت:دار الإفاق الجديدة) ص. ۱٤ [21]

 فتح البارى، ص. ٨٤[22]

 المحضل، ص. ٢٣٩[23]

 اعتقادات فرق المسلمين والمشركين، ص.51[24]

 مقالات الإسلاميين ص.168[25]

 شرح الأصول، ص.687[26]

 الفصل لابن حزم، ص.128[27]

 رواه مسلم في الإيمان، ص.79  [28]

 شرح المواقف، ص. ٢٣ والاصول الخمسة ص. ٧١٢[29]

 شرح المقاصد، ص. ١٨۹ وشرح الاصول الخمسة، ص. ٧١٦[30]

 رواه البخاري في الايمان، ص. ٨۹ ومسلم في الايمان، ص. ٧٨[31]

 مقالات الإسلاميين،ص. ١٦۸،التبصير في الدين،ص. ٢٦،الفرق بين الفرق،ص. ٥٥ ،الملل والنحل،ص. ١٢٥،شرح المواقف،ص. ٣٢٣[32]

 المقاصد،ص. ١٨٢،الاصول الخمسة، ص. ٧٠٥[33]

 المقاصد، ص. ١۸٢، الإعتقاد للبيهقى، ص. ١٠٢[34]

 مقالات الإسلامين، ص. ٢٠٥ ، الفرق بين الفرق، ص. ٣٤٣[35]

Leave a comment